هلا شقير

الكون لا حدود له وواسع. التفكير في اتساعه هو اكتشاف حدود المعرفة. أو، هذا هو المبدأ الذي ترسم به هلا شكير عوالمها: للدخول إلى اللانهائي، يجب أن يجد المرء الكون في أصغر الجزيئات.

تحدد لوحاتها أنظمة بيئية كاملة في قلب خرشوفة، حبة ملح، بذرة صنوبر. بين صغر موضوعها وعظمة تفاصيله، يتم نحت كون مواز. في مكان ما ليس دنيوياً ولا متعالياً، تجذب حقول الألوان المشاهد إلى فضاء محموم من اللقاء.

تنجذب شكير إلى الأشياء الصغيرة، وتعرف أيضاً أنها صغيرة في العالم. مثل النملة، يكمن عجب صغرها بالنسبة للعالم في ضخامة عملها.

إنها تعمل فقط بفرشاة ولون واحد. ترسم خطاً وتثنيه ليصبح وحدة أساسية. تكرر بلا توقف حتى تجف فرشاتها، وتخيط وحدة بوحدة حتى ينتج عن اجتماعها أشكال معقدة. مثل الحرفة، تتلوى الخطوط بشكل متكرر، ولكن لا توجد وحدتان متطابقتان. عمليتها متكررة وشاملة. إنها أيضاً علاجية: تبدأ بنقاط من اللون المركز، ويتم تخفيف التوتر بتخفيف الطلاء.

في عملها، تدعو شكير المشاهد للمشاركة في عمليتها من خلال فعل النظر عن كثب من خلال تتبع توتر الخطوط واللون بأعينهم وتخفيفها التدريجي. ألهمت أعمالها القديمة على الورق لقاءات أكثر حميمية. مفسحة المجال لمشاهد واحد في كل مرة، تستسلم للقاءات عابرة مرتجفة مثل لقاءات المحبين لأول مرة.